المَوتُ أَولى مِن رُكُوبِ العارِ .. وَالعارُ أَولى مِن دُخُولِ النّارِ أَنا الحُسَينُ بنُ عَلِي .. آلَيتُ أَلّا أَنثَنِي
العام الهجري: 1445
كلمات الشاعر: السيد جعفر الحلي
أداء الرواديد: حسين عادل العود، حسين أمين العشيري
اللهُ أَيُّ دَمٍ فِي كَربَلا سُفِكا .. لَم يَجرِ فِي الأَرضِ حَتّى أَوقَفَ الفَلَكا وَأَيُّ خَيلِ ضَلالٍ بِالطُّفوفِ عَدَت .. عَلى حَرِيمِ رَسُولِ اللهِ فَانتُهِكا يَومٌ بِحامِيَةِ الإسلامِ قَد نَهَضَت .. لَهُ حَمِيَّةُ دِينِ اللهِ إذ تُرِكا رَأى بَأَنَّ سَبِيلَ الغَيِّ مُتَّبَعٌ .. وَالرُّشدُ لَم تَدرِ قَومٌ أَيَّةً سَلَكا وَالنّاسُ عادَت إليهِم جاهِلِيَّتُهُم .. كَأَنَّ مَن شَرَعَ الإسلامَ قَد أَفَكا وَقَد تَحَكَّمَ بِالإسلامِ طاغِيَةٌ .. يُمسِي وَيُصبِحُ فِي الفَحشاءِ مُنهَمِكا قَد أَصبَحَ الدِّينُ مِنهُ يَشتَكِي سَقَماً .. وَما إلى أَحَدٍ غَيرِ الحُسَينِ شَكا فَما رَأى السِّبطُ لِلدِّينِ الحَنِيفِ شِفاً .. إلّا إذا دَمُه فِي كَربَلا سُفِكا جدّك يبو السجّاد بالدعوة بناني .. وآبوك حيدر شیّد بسيفه أركاني والحسن ما قصّر بذل جهده وحماني .. واليوم أنا بحماك يا باقي البقيّة قلّه يدين المصطفی هیّجت الأحزان .. لأجلك لعیف جوار جدّي وطيب الأوطان وأبذل رجالي لنصرتك يا خير الأدیان .. عندي الدوا ودواك ما يصعب عليّه
حَتّى إذا حَلَّ فِي أَرضِ البَلاءِ غَلَت .. مَراجِلُ الحَربِ مِن طَعنٍ وَمِن لَهَبِ قامَت عَلى ساقِها الحَربُ الضَّرُوسُ ضُحىً .. وَأَسفَرَت عَن مُحَيّاً كالِحٍ غَضِبِ فَصادَمَتها لُيُوثُ الكَرِّ مِن مُضَرٍ .. شُمُّ العَرانِينِ مِن أَهلٍ وَمِن صُحُبِ وَجاهَدُوا دُونَ مَولاهُم وَسيِّدِهِم .. وَكابَدُوا أَعظَمَ الأَرزَاءِ وَالكُرَبِ وَحافَظُوا عَن ذِمامِ المُصطَفى وَقَضَوا .. إلى المَعالِي حُقُوقَ المَجدِ والحَسَبِ حَتّى هَوَوا فِي عِراصِ الطَّفِّ قاطِبَةً .. فَوقَ الصَّعِيدِ عَلى الكُثبانِ وَالهُضُبِ وَظَلَّ فَخرُ الهُدى وَالدِّينِ بَعدَهُمُ .. بِلا حَمِيٍّ سِوى الهِندِيَّةِ القُضُبِ يَدعُو إلى اللهِ قَوماً خابَ سَعيُهُمُ .. بِواضِحِ الحُجَّةِ البَيضا بِلا كَذِبِ قلهم أناشدكم وقولوا بالصراحة .. تدرون أنا جدّي النبّي ربّ الفصاحة وهذي ثياب المصطفى وعندي سلاحه .. وأمّي البتولة بضعة الهادي النجيبة قالوا نعم، قلهم شلون تحاربوني .. دمّي تبيحونه بيا ساية اخبروني حتّى مباح الماي عنّه تمنعوني .. هذا رضيعي العطش فت قلبه لهيبه
وَرُبَّ مُرضِعَةٍ مِنهُنَّ قَد نَظَرَت .. رَضِيعَها فاحِصَ الرِّجلَينِ بِالتُّرُبِ تَشُوطُ عَنهُ وَتَأتِيهِ مُكابِدَةً .. مِن حالِهِ وَظَماها أَعظَمُ الكُرَبِ فَقُل بِهاجَرَ إسماعِيلُ أَحزَنَها .. مَتى تُشِط عَنهُ مِن حَرِّ الظَّما تَؤُبِ وَما حَكَتها وَلا أُمُّ الكَلِيمِ أَسىً .. غَداةَ فِي اليَمِّ أَلقَتهُ مِنَ الطَّلَبِ هذِي إلَيها ابنُها قَد عادَ مُرتَضِعاً .. وَهذِهِ قَد سُقِي بِالبارِدِ العَذِبِ فَأَينَ هاتانِ مِمَّن قَد قَضى عَطَشاً .. رَضِيعُها وَنَأى عَنها وَلَم يَؤُبِ بَل آبَ مُذ آبَ مَقتُولاً وَمُنتَهِلاً .. مِن نَحرِهِ بِدَمٍ كَالغَيثِ مُنسَكِبِ كانَت تُرَجِّي عَزاءً فِيهِ بَعدَ أَبٍ .. لَهُ فَلَم تَحظَ بِابنٍ لا وَلا بِأبِ راح بكتاب الله وطفله يخاطب القوم .. وبِن سعد صاح بحرملة القاسي الميشوم وأرداه يمّ المصحف بمنظر المظلوم .. وسهمه فرى نحر الطفل وين المسلمين؟ بيده رفع دمّه لَربّ العرش شكّاي .. ينادي على صدري انذبح طفلي يمولاي وسكنة تنادي وين بويه فاضل الماي .. قلها سقاه السهم من دمّ الوريدين
إن كُنتَ فِي سِنَةٍ مِن غادِرِ الزَّمَنِ .. فَانظُر لِنَفسِكَ وَاستَيقِظ مِنَ الوَسَنِ لَيسَ الزَّمانُ بِمَأمُونٍ عَلى أَحَدٍ .. هَيهاتَ أَن تَركُنَ الدُّنيا إلى سَكَنِ وَدَع مُصاحَبَةَ الدُّنيا فَلَيسَ بِها .. إلّا مُفارَقَةُ السُّكّانِ لِلسَّكَنِ أَلا تَذكَّرتَ أَيّاماً بِها ظَعَنت .. لِلفاطِمِيِّين أَظعانٌ عَنِ الوَطَنِ أَيّامَ طُلَّ مِنَ المُختارِ أَيُّ دَمٍ .. وَأُدمِيَت أَيُّ عَينٍ مِن أَبِي حَسَنِ أَعزِز بِناصِرِ دِينِ اللهِ مُنفَرِداً .. فِي مَجمَعٍ مِن بَنِي عَبّادَةِ الوَثَنِ يُوصِي الأَحِبَّةَ أَلّا تَقبِضُوا أَبَداً .. إلّا عَلى الدِّينِ فِي سِرٍّ وَفِي عَلَنِ وَإن جَرى أَحَدُ الأَقدارِ فَاصطَبِرُوا .. فَالصَّبرُ فِي القَدَرِ الجارِي مِنَ الفَطَنِ جات النسا والأطفال وتجمّعن يمّه .. وصارت على المظلوم للتوديع لمّة هذي تقبّل جبهته وهذي تشمّه .. وهذي تضمّه وتِلثِمَه وتقبّل العين من عقب عيني يا حريم الله الكم كفيل .. يحفظكم الله عقب عيني يا مداليل ويمامكم من بعد عيني هذا العليل .. وارث علومي والخلف من آل ياسين
اللهُ ما بَعدَ يَومِ ابنِ النَّبِيِّ لَنا .. عِيدٌ وَلا ثَغرُنا مِن بَعدِهِ شَنِبُ لَم يَرقُبُوا لَرَسُولِ اللهِ ذِمَّتَهُ .. فِيهِ، كَأَن لَم تَكُن قُربى وَلا نَسَبُ يا وَقعَةً عَظُمَت ما كانَ أَفجَعَها .. كادَت لَها الأَرضُ بِالسُّكّانِ تَنقَلِبُ شَبَّت بِقَلبِ البَتُولِ الطُّهرِ فاطِمَةٍ .. وَطِيسَ حُزنٍ لِيَومِ الحَشرِ يَلتَهِبُ بِمُهجَتِي وَبِأَهلِي وَالَّذِي مَلَكَت .. مِنِّي اليَمِينُ صَرِيعاً خَدُّهُ تُرُبُ وَبارِزاتٍ مِنَ الأَستارِ تَحسَبُها الـ .. أَقمارَ لَو لَم تَكُن فِي الصَّونِ تَحتَجِبُ تَدعُو بِشِمرِ الضَّبابِي: لا تَكُن عَجِلاً .. عَلى الحُسَينِ وَمِنهُنَّ الحَشا يَجِبُ وَالشِّمرُ بِالسَّيفِ راقٍ صَدرَ سَيِّدِهِ .. يَفرِي المُقَلَّدَ مِنهُ وَهوَ يَضطَرِبُ تنخى وتقلّه راقب الباري ورسوله .. هذا حبيب المصطفى وأمّه البتولة عنه ابتعد خل الحريم تلوذ حوله .. ولا تحز نحره تزلزل السبع العليّة اسود الفضا وابن الخنا يهبّر الأوداج .. واهتزّت أفلاك العليّة والعرش ماج صاحن يوسفة راح مقصد كلّ محتاج .. حزّ الكريم وكبّر العسكر سويّة
يا وَقعَةَ الطَّفِّ كَم أَوقَدتِ فِي كَبِدِي .. وَطِيسَ حُزنٍ لِيَومِ الحَشرِ مَسجُورا كَأَنَّ كُلَّ مَكانٍ كَربَلاءُ لَدى .. عَينِي، وَكُلَّ زَمانٍ يَومُ عاشَورا لَهفِي لِظامٍ عَلى شاطِي الفُراتِ قَضى .. ظَمآنَ يَرنُو لِعَذبِ الماءِ مَقرُورا لا غَروَ إن كُسِفَت شَمسُ الضُّحى حَزَناً .. عَلى مَنِ اقتَبَسَت مِن نُورِهِ النُّورا يا لَيتَ عَينَ رَسُولِ اللهِ ناظِرَةً .. رَأسَ الحُسَينِ عَلى العَسّالِ مَشهُورا وَجِسمُهُ نَسَجَت هُوجُ الرِّياحِ لَهُ .. ثَوباً بِقانِي دَمِ الأَوداجِ مَزرُورا إن يَبقَ مُلقىً بِلا دَفنٍ فَإنَّ لَهُ .. قَبراً بِأَحشاءِ مَن والاهُ مَحفُورا لَم يَشفِ أَعداهُ مِثلُ القَتلِ فَابتَدَرَت .. تُجرِي عَلى جِسمِهِ الجُردَ المَحاضِيرا ركبت من العدوان فوق الخيل عشرة .. لحسين جابوها وداست فوق صدره نوبٍ على صدره ونوبٍ فوق ظهره .. الله أكبر بالعوادي داسوا حسين صدرٍ تربّى في حجر ذات القداسة .. أوّل شِمر بالنعل داسه وقطع راسه وهالساع بِن سعد الرجس بالخيل داسه .. معلوم لا سنّة ولا مذهب ولا دين
لَم أَنسَ زَينَبَ بَعدَ الخِدرِ حاسِرَةً .. تُبدِي النِّياحَةَ أَلحاناً فَأَلحانا مَسجُورَةَ القَلبِ إلّا أَنَّ أَدمُعَها .. كَالمُعصِراتٍ تَصِبُّ الدَّمعَ عُقيانا تَدعُو أَباها أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أَلا .. يا والِدِي حَكَمَت فِينا رَعايانا وَغابَ عَنّا المُحامِي وَالكَفِيلُ فَمَن .. يَحمِي حِمانا وَمَن يُؤوِي يَتامانا إن عَسعَسَ الليلُ وارى بَذلَ أَوجُهِنا .. وَإن تَنَفَّسَ وَجهُ الصُّبحِ أَبدانا نَدعُو فَلا أَحَدٌ يَصبُو لِدَعوَتِنا .. وَإن شَكَونا فَلا يُصغى لِشَكوانا قُم يا عَلِيُّ فَما هذا القُعودُ فَما .. عَهدِي تَغُضُّ عَلى الأَقذاءِ أجفانا عَجِّل لَعَلَّكَ مِن أَسرٍ أَضَرَّ بِنا .. تَفُكُّنا، وَتَوَلّى دَفنَ قَتلانا امن الله ومنك ترتجي زينب العُونة .. ما تستوي جسمه رميّة تتركونه دفنوا ولدكم يا علي وباروا ظعونه .. جثّة أبو السجّاد لا تبقى ابعراها عندك أولاد مذبّحة في أرض الطفوف .. ما جيت ليهم كربلا وأجسادها تشوف وحسين مرمي بالعرى مقطوع الكفوف .. الله على الجمّال يوم إنّه براها
يا صاحِبَ العَصرِ أَدرِكنا فَلَيسَ لَنا .. وِردٌ هَنِيٌّ، وَلا عَيشٌ لَنا رَغِدُ طالَت عَلَينا لَيالِي الانتِظارِ فَهَل .. يا ابنَ الزَّكِيِّ لِلَيلِ الانتِظارِ غَدُ فَاكحَل بِطَلعَتِكَ الغَرّا لَنا مُقَلاً .. يَكادُ يَأتِي عَلى إنسانِها الرَّمَدُ ها نَحنُ مَرمىً لِنَبلِ النّائِباتِ وَهَل .. يُغنِي اصطِبارٌ وَهِي مِن دِرعِهِ الزَّرَدُ كَم ذا يُؤَلِّفُ شَملُ الظّالِمِينَ لَكُم .. وَشَملُكُم بِيَدَي أَعدائِكُم بَدَدُ فَانهَض فَدَتكَ بَقايا أَنفُسٍ ظَفَرَت .. بِها النَّوائِبُ لمّا خانَها الجَلدُ هَب أَنَّ جُندَكَ مَعدُودٌ فَجَدُّكَ قَد .. لاقى بِسَبعِينَ جَيشاً ما لَهُ عَدَدُ لَهُ عَلى السُّمرِ رَأَسٌ تَستَضِيئُ بِهِ .. سُمرُ القَنا وَعَلى وَجهِ الثَّرى جَسَدُ تنسى يبو صالح أبوك حسين من طاح .. راسه انقطع وتلاقفوه بزان ورماح وهجموا على خيامه الأعادي وبِن سعد صاح .. هجموا على حريمه انذبح ليث الحريبة زلزل الكوفة وكربلا وانسف الشامات .. وانشد عن الـ وقفت بدروازة الساعات وقل للفرات حسين يمّك بالعطش مات .. مايك لخلّيه أبد ما يجري صبيبه