كَفَّ السَّماءِ

ياكَفَّ السَّماءِ .. مَن أُعْطِيْ لِوائِيْ إِنْ تَقْضِي عَفِيرْ .. يا نِعْمَ النَّصِيرْ

العام الهجري: 1445

كلمات الشاعر: حسين حبيب خميس

أداء الرادود: علي المطوع

واسْتَقَرَّتْ كُلُّ آمالِ الصِّغارْ
عِنْدَ راعِي الجُودِ في ضَنْكِ الحِصارْ 
عَمُّ يا عبَّاسُ في الأحشاءِ نارْ
 مُشْعَلَةْ

هل يَمُوتُ الطِّفْلُ ذاوِيْ الشَّفَتَينْ
 وَلَكُمْ تَرْمِشُ يَا عَمَّاهُ عَينْ
 أَوَلَمْ تَنْظُرْ لأطفالِ الحُسَينْ
 ذابِلَةْ

أيُّها السَّاقِي وَيَا نَبْعَ الوَفَا
 أَوَلا تُرْوَى بَناتُ المُصطفَى
 وَتَرَى خيلَ الأعادي رُشِفَا 
وَهْيَ تَقْضِي ظَمَأْ وَا أَسَفَا

مَن يَسْقِيْ نِسائِيْ     ..    مَن يَحْمِيْ خِبائِيْ
 يا نِعمَ النَّصِيرْ    ..    يَرْنُوكَ الصَّغِيرْ


بَرَزَ العَبَّاسُ كاللَّيْثِ الهُمامْ
 ضارِباً بِالسَّيْفِ في جَيْشِ اللّئام
 فَسَقَاهُمْ سَيْفُهُ كَأْسَ الحِمامْ
 وانْتَصَرْ

مَلَأَّ القِرْبَةَ بِالماءِ الزُّلالْ
 فَأَحَاطَتْ حَوْلَهُ أَهْلُ الضَّلالْ
 لَمْ يُجارُوا بَأْسَهُ عِنْدَ القِتالْ
 مُذْ زأَرْ

صاحَ إِنِّيْ ناصِرٌ دِينَ السَّما
 أَنَأْ بايَعْتُ حُسَيناً بِالدِّما 
لا أَهابُ الموتَ أو أشكو الظَّما
 إنَّ لي بَأْساً يَطَالُ الأَنْجُما

أَنْعِمْ بِالفِداءِ    ..    أَكْرِمْ بِالوَلاءِ
 قد قَلَّ النَّظِيرْ    ..    يانِعمَ النَّصِيرْ


صالَ فِيْهِمْ ثُمَّ مالُوا لِلِكَمِينْ
 قَطَعُوا مِنْهُ شِمالاً ويَمِينْ
 بِعَمُودٍ فَضَخُوا مِنْهُ الجَبِينْ
 ثُمَّ خَرْ

بِأَبِي والسَّهْمُ قد أعمَى النَّظَرْ
 وسِهامُ القوم جاءَتْ كَالمَطَرْ
 فَأُرِيقَ الماءُ مِن جُوْدِ القَمَرْ
 وانْهَمَرْ

فإذا بِاللَّيثِ مُلْقَى بِالفَلاةٌ	
ظامِئاً ما ذاقَ مِن ماءِ الفُراث	
فَسَلامٌ لِلِشِفاهِ الذابلات
وسلامٌ لِلِنِساءِ الثّاكِلات


أَقْبَلَ المَظْلُومُ يَنْعَى: يا أخِي 
قُمْ فَلا زالَتْ خِبانا تَنْتَخِي 
وتُرَجِيْ طَوْدَ عِزّ شامِخِ
 نادِبَةٌ

قالَ يا مولايَ دَعْنِي بِالثّرَى
 لِأواسِيكَ عفِيراً بِالعَرَا
 هَشَّمُوا رَأْسِي وعَيني لا تَرَى
 لاهِبَةْ

ليسَ ليْ لِلطّفْلِ كَفِّ حانِيَةٌ
 ليسَ ليْ عينّ تُسَلِّيْ النَّاعِيَةْ
 ليسَ ليْ جُــودٌ يُرَوَّيْ الباكِيَةْ 
كيفَ أغْدُو لِخِبائِيْ ثَانِيَةٌ؟

يا بابَ الرَّجَاءِ    ..    هَلْ هذا عَزائِيْ
 في حَرِّ الھَجِيرْ    ..    يا نِعمَ النَّصِيرْ 


عادَ سِبْطُ المُصْطَفَى لكِنْ وَحِيدْ 
صائِحاً والخَطِّبُ لا رَيْبَ شدِيدْ:
 قد قَضَى العَبَّاسُ في الرَّمْضا شَهِيدْ
 بِالثَّرى

قائِلاً: بَلِغْ سَلامِيْ لِلِنِّساءْ
واعْتَذِرْ عَنِّيْ فَمَا جِئْتُ بِمَاءْ
فَسَيَسْقِيْهِمْ أَبِيْ يومَ الجَزاءْ
كوثرا

ضَمَّنِيْ لِلصَّدْرِ لكِنْ دُونَ يدْ 
فَمَسَحْتُ الرَّأسَ عن جُرْحِ العَمَدْ 
قالَ بَعْدِيْ هلِ يَرَضُّونَ الجَسَدْ؟
 وَهْوَ يَتْلُو (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ)

أَبْقَى في العَراءِ    ..    مَسْلُوبَ الرِّدَاءِ 
بِالصَّدْرِ الكَسِيرْ    ..    يا نِعْمَ النَّصِيرْ 


كَفَّ السَّماءِ | قصائد