ثأر موسى في جبيني

ثأر موسى في جبيني يا شهيدا في السجون

العام الهجري: 1416

كلمات الشاعر: عبد الطاهر الشهابي

أداء الرواديد: صالح الدرازي، الشيخ حسن عيسى

لم يزل عمري   ..   غمسته النفثات العلوية
فهو مغمور   ..   تحت شلال عطايا أقدسية
لا تسل مالي   ..   حين أصحو و صراخاتي دوية
لا تسل مالي   ..   حينما تصبح ألحاظي شظية

 وجودي و عمري   ..   بهم قد تنفس   ..   فيوما تراني   ..   حريرا و سندس
و يوما تراني   ..   لهيبا تنفس   ..   لأني ضلال   ..   بهم قد تأسس

 هل رأيتم سجينا وكل الدهر حزنا مثلما الكاظم
هل سمعتم سجونا تحت أطباق أرض خارج العالم
هو قبر تخفى عن عيون الحياة شبله القائم
هذا هارون باهى باضطهاد البرايا مثلما الساهم

 ان هارون قد حطم الأنظمة فارتقى ظلمه كل المظالم
آن للظالم نفسا ملهمة يلهم الظلم أفكار القواسم

 ذاك مولاي موسى   ..   تحت أطباق أرض   ..   يحمل القيدا
يحمل القيد ثقلا   ..   فوق ثقل الظلام   ..   يحمل الوجدا
آه لو كنت تدري   ..   في صلاة السجين   ..   كيفما يؤذى
آه لو كنت ترنو   ..   بغية الشكر فيه   ..   تفتح البعدا

 أو دمع المقل   ..   تهدي في ورده   ..   نارا في وجده   ..   مسعورا
يا موسى أذب   ..   أجبالا للأسى   ..   بالذكر المشتعل   ..   مغمورا
أجج بالهدى   ..   يا موسى معقلا   ..   بالموت مظلما   ..   محشورا

حينما زجوا    ..    بك خلف الشمس مضروبا مضاما
حينما لفوا    ..    حول كفيك عنادا و انتقاما
جاء مثواك    ..    جدك السجاد يبكيك ائتلاما
قال محموما    ..    يا حبيبي بعد ما ألق السلاما

 ثباتا حبيبي    ..    و صبرا جميلا    ..    على كل بلوى    ..    الى أن تزولا
و ان يا حبيبي    ..    سكنت الرمولا    ..    ستحظى انتصارا    ..    و فوزا جليلا

 عد لذكراك عمرا و افتح الطف و انظر صفحة الأسر
هل نظرت الأسارى مذ مشت بالصحارى دمعها يجري
و أنا في اعتلالي بقيود الحثال أحدب الظهر
قد تركت العشيرة بالتراب عفيرة و الدما تجري

 صاح يا جد لا ما انجلت كربلا عن حياتي و هل نسيانها أرضا
ما نسيت على أرضها ما جرى ما نسيت الذي بالخيل قد رضّا

 جد لا ما نسيت حينما رحلوكم فوق هزال
ان شكوتم شكوت ان بكيتم بكيت بين أغلالي
آل عباس هذي وارثا من أمية شر أفعال
قد ذبحنا بحبل و أبسنا بقيد هكذا حالي

 صبرا ولدي    ..    فالقتل عادة قد سنتها بنا    ..    ظلام
ذا خط الهدى    ..    طيان بالدما و المروي جسمه    ..    اسلام
كم زفت به    ..    تيارات الأذى قتل ذبح سبى    ..    ايلام


عصبت راسي    ..    من مصايبكم يحلوين المعاني
ناسية ضلعي    ..    و المصاب اللي سلب ابني و كواني
بعد فرقاكم    ..    ما حلت ساعة يا ويلي من زماني
ليلي و نهاري    ..    على جمر الحزن اتقلب و أعاني

 انيع المدافن    ..    تركت الدلايل    ..    مادمع اعلى دامه    ..    و زفرة تسايل
براضي المدينة    ..    دهتني النوايب    ..    و سامرا خلت    ..    في قلبي زلازل

 قصتي موسوية دمعتي كاظمية تنحر فبغداد
جرحتني المصيبة مسجون الرهيبة سادس الأولاد
آني قلبي تزعزع من نظرتك توجع توصطلك ياد
مهجته ملتظية عيلته معتلية سمته الأوغاد

 المصاب الفجع مهجتي من وقع عالترايب حبيب المصطفى دامي
الفتى مجدلة و الدما مغسلة و الضبابي القبع نحر القبا ظامي

 وصلتنا العقيلة و اليتامى الذهولة و الدمع يجري
يالأخو تدري كني و البيافي غريبة حايرة بأمري
خيمتي سعروها وين أولي يخوية قلي ما أدري
يالهمام طامة تحصل واني جسمي تجدل قطعوا نحري

 يامتى المنتظر    ..    ياخذ بثار النحر و الضلع اللي انكسر    ..    مولانه
يامتى المنتظر    ..    يشهر بسيف الظفر في وجه اللي كفر    ..    و أعوانه
يفتح كربلا    ..    يتصدى بجحفله يقتص من حرملة    ..    و اقرانه
يامتى المنتظر    ..    ياخذ بثار الدما و الدمع اللي هما    ..    ولهانه
عجل بالفرج    ..    عجل يا منتظر هالشيعة بغيبتك    ..    وجعانه


أم يا زهرا    ..    أنا صليت على عرش المقاصل
سحت الكبت    ..    قد أديرت بحبيبات السلاسل
قطعوا قلبي    ..    بسموم و بأمواس تقاتل
آه يا أمي    ..    فامسحي الدمعة عن خد الثواكل

 حيارى حيارى    ..    و تبكي الفقيدَ    ..    أزهراء قومي    ..    و فكي القيودا
فهذا ندائي    ..    يذيب الحديدَ    ..    أزهراء أمي    ..    أجيبي الشهيدا

 وردة كان وجهي و شعاعا مضيئا كامل الرسم
آه ماذا تقولي لو تريه هشيما ذابل العظم
قد بدى في عبوس ليس يا أم هذي عادة النجم
فامسحي فوق رأسي فاطم و ارحميني آه يا أمي

 أنت يا فاطمة ثورة عارمة فاشعلي أضلعي بالوهج الأحمر
أذني بالدما و ارسمي كربلا ثورة تصرخ لبيك يا حيدر

 قلبي الآن جسمي و ابحثي عن ضلوعي كسرت كسرا
و ارفعي اللآن شلوا و اجعليه يصلي مرة أخرى
و حنانا حنانا فاطم في كياني فأرجعي النظرة
جثة لن ترين غير رأس قطيع يندب النحرا

 أماه أنا    ..    قصف يرجو الهوا كالسيف القاطع    ..    المسلول
ابن المرتضى    ..    قد رد للحيا في عضو مائل    ..    مشلول
هارون اذا    ..    يبغيني طائعا في قول سائغ    ..    معسول
فالرفض على    ..    أوداجي ضاحك و الصبر على    ..    المجهول


يا أخا تروي    ..    لك من مولاك آيات اعتبار
لك من موسى    ..    وقفة الحر على شوك المسار
عاشها عمرا    ..    في الطوامير بليل و نهار
لم يكن يوما    ..    حاد عن مبدئه بالانهيار

 سنين توالت    ..    الى غير عودة    ..    و مولاي فيها    ..    يجر قيوده
فمن سجن طاغ    ..    سنينا عديدة    ..    الى سجن باغ    ..    تناسى حدوده

 و العذابات تدرى فوق رأس امامي بغيا ظلما
وكف السجن ظلما كيف لو عذبوه بغي سدع الماء
يالعمر طويل في الطوامير يمضي لم يكن يوما
كيف للآل لما غاب عنهم حماهم و لقوه يدمى

 كم صغار بقت تشتكي همها كيف كان أباها الحزن أزمانا
كم عيون بقت راهلات المدى حولها قد تراءى القتل نيرانا

 و النساء الثكالى و الصغار الحيارى يالها عبرة
هي مرآة عمر ينظر الحر فيها صورة الحسرة
لو ركبت المآسي و تقلبت فيها لم أكن قطرة
كيف مأساة قوم ألف ظلم عليهم بادرا بترا

 رفقا يا أخي    ..    ما دنياك سوى وجه مبتهر    ..    مذموم
لو عاينته    ..    في يوم عابسا فأعرضها وثبتا    ..    تدوم
عمرا لم يزل    ..    يأتينا بالبلا تترى دون انتهاء    ..    محكوم


طاير بروحي    ..    في سما بغداد هلوا دموعي عنده
شايل أحزاني    ..    و انظره وسط السجن بالغربه وحده
يسحب قيوده    ..    في صلاته و عبرته تجري على خده
ما نفذ صبره    ..    و الألم مو كل أحد يقدر يشده

 أقاسي زماني    ..    و انادي و أسايم    ..    مثل موسى يبقى    ..    أسير السلاسل
تلف الأيادي    ..    و تلف الرجايل    ..    و وناته تنزل    ..    عليهم زلازل

 خذ يطير المحبة من حنيني رسالة تحمل الأحزان
طالت الغيبة لكن ما برد شوقي لحظة دمعتي عنوان
سايل فوادي عنده ذكريات الليالي سايل السجان
و الحديد اللي يخفي محنتي و الرزايا من ورا الجدران

 لا يا ليل الألم لا يا ليل الظلم ما أخلي ولائي و اهجر الخلان
روحي ما تنكسر لو جرى ما جرى لو تمر الليالي و تنقضي الأزمان

 ساعد الله البتوله و المدامع همولة و الجسم نحلان
ما تشوف الجنازة و الولد عنها غايب فارق الأوطان
عل جسر بالفجيعة هذي حالة شنيعة و الدهر خوان
اللي كسرة ضلعها و اللي ذبحة ولدها بكربلا عطشان

 مكتوبة على    ..    جبهتنا بالدما من عصرة فاطمة    ..    مكتوبة
كل ساعة تمر    ..    مرسومة بالألم و البسمة بالظلم    ..    مسلوبة
لا ما تنتهي    ..    حتى يوم الفرج شمسك يا منتظر    ..    محجوبة


ثأر موسى في جبيني | قصائد