أكْرِمُوا المَيْتَ بالدَّفْنِ السَّريع! جهرًا يُوارَى .. ليلًا نهارا
العام الهجري: 1446
كلمات الشاعر: صلاح الهملي
أداء الرادود: حسين عادل العود
كرامةُ الميِّتِ في تعجيلِهِ الدَّفنا للّيل لا يؤخّرْ .. إنْ ماتَ في الغداةِ فاکرمْوا ميِّتَكم قد ماتَ واستغنى وحقُّهُ تقرّرْ .. . على ذوي الحياةِ فغسِّلوه كفِّنوا جثمانَه المُضنى أفضى إلى المُقدّرْ .. . في عَقِبِ الوفاةِ كلٌّ سيطويهِ الفَنَا، واللهُ لا يَفنى حيٌ إليهِ نُحشَر .. من غابرٍ وآتِ أفضى إلى أعمالِهِ .. وحِيْدَ عن آمالِهِ وانقطعَ الرجاءُ إلا رجاء ربِّهِ .. لا ينقضي من قلبِهِ والآيُ والدعاءُ مَنْ لَجَا للكريمِ لا يضيعْ يكفيه نارا .. . ليلا نھارا
من حقِّ كلِّ مؤمنٍ ينال تكريما حقٌ إليه لازم .. وهو مِنَ الركائزْ يُمشَى وراءَ النَّعشِ إكراما وتعظيما من أرفعِ المكارمْ .. تَتَبُّعُ الجنائزْ والهَذْرُ والكلامُ فبها كانَ مذموما لا تترُكِ النسائمْ .. فتُحرمَ الجوائزْ هلّل وكبّر والتزمْ ذكرًا وتسليما سلم على الأكارم .. . أمثولة المعاجز هلّلْ وكبّر وادعُ له .. ينجيه كلَّ معضلة في القبرِ والحسابِ واذكُرْ به يومَ الفَنَا .. مشيعٌ كي تُدفَنا في اللحدِ والتُّرابِ هيّئ الروحَ لليومِ المُريع شُدَّ الإزارا .. . ليلا نهارا
وبنتُ طه دُفنَتْ في السِّر والهفي يدفنُها مساءً .. في قبرها عليُّ من بعد أن غسلها بالماء والذرْفِ شيٌعها خفاءً .. ودمعه جريُّ وقلبه منفطر مقرّحَ الطرفِ لم يوفِها بكاءً .. وهو به حريُّ اللهُ ما أعظمَها فاجعةُ الحتفِ قد أجّها ذُكاءً .. .فاطمُ والنبيُّ ففقدُ ربّةِ الصَّفا .. بعدَ النبي المصطفى قدْ هَدَّ كلَّ ركنِ بعد رحيلِ فاطمة .. كلُّ السجايا لاطمة تَغرقُ وسْطَ حُزنِ صبَّرَ اللهُ ذا القلبِ الصديع ذاب انصهارا .. ليلا نهارا
قد عاد من دفنِ الهدى والدمعُ مسجومُ يبكي فراقَ فاطِمْ .. مِن بعد فقدِ طه عفّى ترابَ القبرِ كيلا يعرف القومُ إن الجميعَ ناقِمْ .. سِيْما الذي أذاها وعاد للدار التي قد عافها النومُ رأى الحسين واجم .. فيه الأسى تناهى رأى الإمام المجتبى يخنقه اللومُ وزينبُ الهواشم .. تفيضُ مقلتاها تقول رفقا أبتي! .. أينَ مضيتَ بالتي؟ كانت لنا الأمانا هل عُدتَ دونَ أمِّنا .. نغرق وسط هَمّنا فالسعدُ قد جفانا ساعدَ اللهُ بالفقد الجميع بِتْنا حَيَارى .. ليلًا نهارا