يوم دفنة أبوهم الوصي

يوم دفنة أبوهم الوصي عيونهم دامعة .. قلوبهم موجعة

العام الهجري: 1445

كلمات الشاعر: عبد الشهيد الثور

أداء الرواديد: حسين عادل منصور، شاكر الأستاذ

الحسن من دمع      ..      ناظره المنتثُر      ..       راجع من الدفن      ..      رجعة أتعاب
شايل على القلب      ..      ثقل فرقى وصبُر      ..       كل نفس يبرزه      ..      يجدّد مصاب
راجع بلا أبو      ..      ودّعه في القبر      ..       وداعة المنجبر      ..      بغير ترحاب
نزّله بحفرته      ..      ويّا قرب الفجر      ..       بيده لحّد علي      ..      بوسط التراب

ما نهض إلّا وصور تتلاحقه عاجل
بسمة أبوه في ناظره بخياله الماثل
وطيفه بفقاره شاهره بالمعركة يقاتل
صورة على صورة تمر وليها الدمع واصل

على ما توصل لدارك تجرع أطياف
من أبوك ومن حياته وفيها وش شاف
رافقيته بكلّ خطوة وين ما طاف
إلى آخر لحظة عانى قلّة إنصاف

إلى حد مصرعه      ..      قلوبهم موجعة





الحسين السبط      ..      رد يقلبه الحزن      ..       إلى داره دخل      ..      دخلة أفكار
تاخذه الذاكرة      ..      من فروض الدفن      ..       إلى ردّة فقد      ..      بليلة أكدار
وترمي بيه راجعة      ..      وخافقه ينطعن      ..       بذكريات الأبو      ..      علي الكرار
جلساته معه      ..      وخاطره المطمئن      ..       بشوفة المرتضى      ..      أخو المختار

من عهد طفولته وصورة علي آية
تِفرُح قلبهم شوفته ويِرشِدهُم برايه
شدّت عليه أهل الفتن بحقدها رمّاية
والـ حد صلاته بمسجده جتّه بأشر غاية

ذاكرته شايلة من أيّام صبره
بالمواقف والمعارك بذل عمره
وهذي داره من رحيله بعده قفرة
نزور صوب اللي قبل نجلس بكتره

يحچي ونسمعه      ..      قلوبهم موجعة





زينب على الوصي      ..      روحها معذّبة      ..       كل فكرها بعلي      ..      سافر وراح
چيف يا بو الحسن      ..      هالفقد أحسِبه      ..       ما يشيله قلب      ..      ثِقله ذبّاح
مضيّعة شُوفَك نفس      ..      وين راح أطلبه      ..       رحت ويّا الأمس      ..      والفقد صاح
يا عزيزة علي      ..      صرتي مصوّبة      ..       وللأبو فاقدة      ..      والحمل طاح

اخذي من شوف النعش يَـ مخدّرة نظرة
راح الأبو عن عيلته وتوسّد بقبره
بس ظلّت أنفاسه تمر فيها أثر عطره
تمسح على قلبش إذا تستملكه الحسرة

ناظرة بجنح الليالي وين يقعد
يناجي نجمات البعيدة وليها يرصد
يا علي صعبة عليها تروح مَـ ترد
والله يجبر قلب كل من محب يفقد

إذا الناعي نعى      ..      قلوبهم موجعة





أم كلثوم إجت      ..      دخلت الـ منزله      ..       من صغرها رُبَت      ..      بعطف أبو حسين
خفقان القلب      ..      لو صعب تِسأله      ..       عن أبوها الوصي      ..      وينه هالحين
كل نبض دقّته      ..      تدوي كالزلزلة      ..       والدي المرتضى      ..      فارق العين
أصبحت بِت علي      ..      فاقدة وثاكلة      ..       ويّا ضيّ الفجر      ..      يصدح البين

يَـ ولاد أبو حسين اقطعوا من شوفته الرجوى
وسط اللحد صار الأبو، حكم القدر قوّة
شال وأخذ ويّاه أثر أيّامه الحلوة
جرح اللي ما يبرى بغيابه المرتضى سوّى

ما يمر بالعين لحظة من وسنها
وما تحط لفتة مسرّة على حزنها
من شِلِت وِقضِيت يا بو الحسن عنها
والله يجبر خاطر المكسور منها

ثاكلة مروّعة      ..      قلوبهم موجعة





يوم دفنة أبوهم الوصي | قصائد