كلمات الشاعر: الشيخ حسن الدمستاني
من يلههِ المُرديان المال و الأملُ .. لم يدرِ ما المنجيان العلم و العملُ من لي بصَيقَلِ ألبَابِ قد التصقت .. بها الرذائل و التاطت بها العللُ قد خالَطَت عَقلَهُم أحكامُ وَهمِهِمُ .. و خَلطُ حُكمِهما في خاطِرٍ خَطَلُ خذ رشد نفسك من مرآة عقلك .. لا بالوهم من قبل أن يغتالك الأجلُ فالعقل معتصمٌ و الوهم مُتهمٌ .. و العمر منصرمٌ و الدهر مرتحلُ إن الأنامَ مِطىْ الأيام تحملهُم .. إلى الحِمامِ و إن حلوا أو ارتحلوا لا يولد المرء إلا فوق غارِبها .. يحدو به للمنايا سائقٌ عجلُ يا منفق العمر في عصيان خالقه .. أفق فإنك من خمر الهوى ثملُ تعصيه لا أنت من عصيانه وجلٌ .. من العقاب و لا من مَنهِ خجلُ أنفاس نفسك أثمان الجنان فهل .. تشري بها لهباً في الحشر تشتعلُ تشح بالمال حرصاً و هو منتقلٌ .. و أنت عنه برغمٍ منك تنتقلُ ما عذر من بلغ العشرين إن هجعت .. عيناه أو عاقه عن طاعةٍ كسلُ إن كنت منتهجاً منهاج ربِّ حِجَىً .. فقم بجنح دُجَى لله تنتفلُ ألا ترى أولياء الله كيف قَلَت .. طيب الكرى في الدياجي منهم المُقلُ يدعون ربهم في فك عنقهمُ .. من رِقِّ ذَنبِهِم و الدمع ينهملُ نحف الجسوم فلا يُدرى إذا ركعوا .. قِسِيُّ نَبلٍ هم أم رُكعٌ نُبُلُ خُمْصُ البطون طِوىً ذبل الشفاه ظماً .. عُمشُ العيون بُكلً ما عَبَّها الكَحَلُ يُقال مَرضىً و ما بالقوم من مرضٍ .. أو خولطوا خبلاً حاشاهم الخَبَلُ تعادل الخوف فيهم و الرجاء فلم .. يَفرطُ بهم طمعٌ يوماً و لا وجلُ إن ينطقوا ذكروا أو يصمتوا شَكَروا .. أو يغضبوا غفروا أو يقطعوا وصلوا أو يُظلموا صفحوا أو يُوزنوا رجحوا .. أو يُسئلوا سمحوا أو يحكموا عدلوا فلا يلِم بهم من ذنبهم لممٌ .. و لا يميل بهم عن وردهم مَلَلُ و لا يسيل لهم دمعٌ على بشرٍ .. إلا على معشرٍ في كربلاء قُتلوا رَكبٌ برغم العُلى فوق الثرى نزلوا .. و قد اُعِدَّ لهم في الجنة النُزلُ تُنسي المواقف أهليها مواقفهم .. بصبرهم في البرايا يُضرب المثلُ سَدٌّ إذا اتَّسقوا أُسدٌ إذا افتَرقوا .. شُهبٌ إذا اخترَقوا الأبطالَ و اقتَتَلُوا ذاقوا الحتوف بأكناف الطفوف على .. رغم الأنوف و لم تبرد لهم غُللُ أفدي الحُسينَ صَريعاً لا صَريخَ لَهُ .. إلا صَريرَ نُصُولٍ فيهِ تَتَّصِلُ و الطعن مؤتَلِفٌ فيه و مختلفٌ .. و النحر منعطفٌ و العمر منبتلُ و الجسم مُضطَربٌ بالنجع مختضبٌ .. و القلب ملتهبٌ ما بله بللُ و الشمر مشتغلٌ في ذبحه عَجِلُ .. و السبط منجدلٌ يدعوا و يبتهلُ عجبت من فتك شمرٍ بالحسين و قد .. رقى على الصدر مِنهُ و هو مُنتعلُ كيف استطاع لصدر الصدر مرتقياً .. و دون أدنى مراقي كعبهُ زُحلُ أفدي الحسين طريحاً لا ضَريحَ لَهُ .. و ما لَهُ غَيرَ قاني نَحرِهِ غُسُلُ دماؤُهُ هطلت للشيب منه حَنَىًّ .. و الجسم قد حجلت من فوقه الحجلُ و الرأس مرتفعٌ في رأس مُنتصبٍ .. يبكي على حمله المَرِّيخُ و الحَمَلُ لا جَدَّ للمَجدِ جِدِّيْ إن جلَستُ على .. بَسطِ انبِساطي و أبدى سِنِّيَ و الحَملُ و كَيْفَ أحمدُ بَسْطَ البالِ مِن جَذَلٍ .. و سِبطُ أحمَدَ في البَوغاءِ مُنجَدِلُ و كَيْفَ أَنشقُ ريحاناً و قد تُركت .. ريحانة المصطفى تنتاشها الاُسَلُ أَمْ كَيْفَ أشرب ماءً لا أغص به .. و السبط صادٍ تسقيه الردى الذبلُ أَمْ كَيْفَ أفرُشُ فَرشاً و هوَ مُنجَدِلٌ .. بِجُندُلٍ قد علا عَلبَاءَهُ عبَلُ أَمْ كَيْفَ يعبَقُ بي طِيبٌ و نِسوَتُهُ .. شُعثٌ ترامى بِهِنَّ العُجَّفُ البُزُلُ بِلا وِطاءٍ و لا سِترٍ يُجَلِّلُها .. عَن أعيُنِ النَّاسِ إلَّا الحُزنُ و الثَّكَلُ إلى يزيدَ تُهدى و هو مبتهجٌ .. مُكَنَّعُ برداء الكِبر مشتملُ أصلاهُ خالِقُهُ في هَبهَبٍ لَهَبَاً .. لَهُ بِها ظُلَلٌ من فَوقِها ظُلَلُ يا جُنَّةَ الناسِ مِن نارِ الجَحيمِ وَيَا .. حُراسَهُم إن عَرَاهُم حادِثٌ جَلَلُ منُّوا على حَسَنٍ بالأمنِ في وَطَنٍ .. و بالسَّلامَةِ مِن نارٍ لها شُعَلُ صُونُوا لَدَى العَرضِ عِرضِي و اشفعُوا .. لي في درائِرٍ أنا مِنها خائِفٌ وَجِلُ و والِدَيَّ و إخواني و مَن طُوِيَت .. طَياً على عُنُقي أيدٍ لها طوَلُ أعني مُحمَّداً السَّامي المقامِ و مَن .. لِأمرِهِ أنا في ذا النَّظمِ مُمتَثِلُ ثُمَّ السلامُ على خَيرِ الأنامِ مَتى .. جَنَّ الظَّلامُ و ناجَى الله مُبتَهِلُ